تعد قرنية العين هي نافذتها على الصور من حولها، حيث تستدير حول العين في شكل غلاف خارجي شفاف، يحمي العدسة والقزحية بالعين، ويعمل كمركز لتجميع وتحديد الضوء داخل العين للحصول على رؤية واضحة.
القرنية مستديرة بطبيعتها، ولكن هناك حالة شائعة إلى حد ما تجعل القرنية ذات شكل مدبب مثل المخروط، وتؤثر على حدة الرؤية، فيما يعرف باسم القرنية المخروطية.
إذن، ما هي القرنية المخروطية؟ وما هي اعراض القرنية المخروطية؟ هذا ما سنتعرف عليه بالتفصيل في السطور القادمة.
في هذا المقال
ما هي القرنية المخروطية؟
تعبر قرنية العين عن الطبقة الخارجية الشفافة من السطح الأمامي لمركز العين، ووظيفتها حماية العين وتركيز الضوء داخلها لتكوين الصورة الواضحة. تستدير قرنية العين الطبيعية على شكل قبة في الجزء الأمامي من العين، ويتكون معظمها من الماء وبروتين الكولاجين الذي يجعلها قوية ومرنة، ويساعد في الحفاظ على شكلها الدائري المنتظم.
وفي حال القرنية المخروطية يحدث ترقق ملحوظ للقرنية وتصبح أضعف، حيث تنتفخ قمتها وتتمدد مثل المخروط، يؤدي هذا التغيير في شكل القرنية إلى إخراج أشعة الضوء من بؤرة التركيز، مما يؤثر على جودة الرؤية فتصبح ضبابية ومشوهة، ويجعل من الصعب القيام بالمهام اليومية العادية، مثل القراءة أو القيادة.
عادةً ما تظهر القرنية المخروطية في سن البلوغ وخلال سنوات المراهقة، وتتطور مع الوقت حتى منتصف الثلاثينات من العمر، إلا أنها في بعض الحالات قد تبدأ أيضًا في مرحلة الطفولة.
حيث تحدث التغيرات في شكل القرنية على مدى عدة سنوات، وبمعدل أسرع لدى الشباب. قد تظهر القرنية المخروطية في عين واحدة على الرغم من شيوع تأثيرها على كلتا العينين.
قد يعجبك أيضًا: أفضل قطرة عيون للحساسية: الأنواع، والأعراض، والآثار الجانبية
كيف تؤثر القرنية المخروطية على الرؤية؟
تؤثر القرنية المخروطية في العين والرؤية بطريقتين كالتالي:
-
عندما تتحدب قمة القرنية وتتحول إلى الشكل المخروطي، يتغير بالتالي سطحها الأملس أيضًا، مكونًا حالة تعرف باسم غير منتظم الاستجماتيزم، والتي لا يمكن للنظارات تصحيحها بشكل كامل.
-
مع انحدار الجزء الأمامي من القرنية، تصبح الرؤية كذلك أكثر انحدارًا وهو ما يؤدي إلى قصر النظر، وهي حالة يمكن التعامل معها بالنظارات الطبية في كثير من الأحيان.
ما هي اسباب القرنية المخروطية؟
على الرغم من الدراسات التي أجريت لعقود من الزمن للكشف عن أسباب القرنية المخروطية، إلا أنها لا تزال غير مفهومة على وجه اليقين، فبعض الحالات أوضحت استعدادًا للإصابة منذ الولادة، حيث تفتقد القرنية الكولاجين أو الكثير منه.
ويعتقد أن يكون هذا سببًا في إحداث الخلل بالقرنية، الذي يجعلها أكثر عرضةً للترقق والتحدب المسبب للقرنية المخروطية، وقد ترتبط أيضًا ببعض الحالات الطبية والأمراض التي لا تتعلق حتى بالعيون بشكل مباشر.
هل مرض القرنية المخروطية وراثي؟
أثبتت بعض الدراسات أن القرنية المخروطية في العين تنتشر في العائلات، يبدو أنه وراثي بنسبة ليست بالقليلة، إذ وجد أن حوالي 1 من كل 10 أشخاص مصابين بتمخرط القرنية، لديهم أحد الوالدين مصابًا بها أيضًا.
ما هي عوامل خطر القرنية المخروطية؟
على الرغم من عدم وجود سبب واضح وأكيد للقرنية المخروطية في العين، إلا أنه هناك بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة، كما يلي:
-
العامل الوراثي: المرضى الذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بالقرنية المخروطية يكونون أكثر عرضةً للإصابة بالقرنية المخروطية.
-
فرك العين: يميل الأشخاص المصابون بالقرنية المخروطية إلى فرك عيونهم كثيرًا، وقد يكون ذلك أيضًا عامل خطر لتطور الحالة بسرعة أكبر.
-
التهاب العين المزمن: يمكن أن يساهم الالتهاب المستمر الناتج عن الحساسية أو المهيجات في تدمير أنسجة القرنية، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالقرنية المخروطية.
-
العمر: تتطور عادةً القرنية المخروطية في سنوات المراهقة، فمن المرجح أن تظهر الإصابات لمعظم الحالات عند الأطفال في سن البلوغ.
يمكن أن ترتبط الإصابة بالقرنية المخروطية بحالات طبية أو اضطرابات جهازية معينة، مثل:
-
أمراض الجلد والتهاب الجلد التحسسي.
-
التهاب الأنف التحسسي.
-
الربو وحمى القش.
-
تكون العظم الناقص.
-
متلازمة داون.
-
اضطرابات النسيج الضام، مثل متلازمة مارفان ومتلازمة إهلرز دانلوس.
-
الاضطرابات الخلقية الموجودة عند الولادة والتي قد تؤثر على العين، مثل أنيريديا.
قد يعجبك أيضًا: هل يمكن علاج حساسية العين في المنزل؟
ما اعراض القرنية المخروطية؟
قد لا تبدو اعراض القرنية المخروطية في العين واضحة لدى العديد من المصابين، وبالتالي يمكن في الغالب أن يتأخر اكتشاف المرض، خاصةً وأن الأعراض قد تتفاقم ببطء على مدار فترة تتراوح من 10 إلى 20 عامًا.
وتمر أعراض القرنية المخروطية بمرحلتين أساسيتين، حيث تتمثل الأعراض المبكرة في عدم وضوح الرؤية أو ضعف الرؤية بشكل تدريجي في إحدى العينين أو كلتيهما، ولا يمكن تصحيح هذا الضعف بسهولة، كما قد يلاحظ احمرار أو تورم العين.
تشمل اعراض القرنية المخروطية بالمراحل المتقدمة ما يلي:
-
الوهج والهالات حول الأضواء.
-
رؤية مزدوجة عند النظر بعين واحدة.
-
صعوبة في الرؤية ليلًا.
-
تهيج وحكة بالعين.
-
رهاب الضوء أو الحساسية الشديدة للضوء الساطع.
-
غشاوة وتشوش شديد في الرؤية، حيث تبدو الخطوط المستقيمة متعرجة أو منحنية، ويتغير شكل الأشياء، والتي تعد من أوضح اعراض القرنية المخروطية.
-
زيادة قصر النظر أو الاستجماتيزم، وبالتالي الحاجة إلى عمل تغييرات متكررة بقياسات النظارات.
-
عدم القدرة على ارتداء العدسات اللاصقة، إذ لم تعد مناسبة للاستقرار داخل العين بوضعها الصحيح.
يمكن أن تختلف اعراض القرنية المخروطية في كل عين، فقد تتباين حدة وقوة الرؤية بين العين والأخرى، وقد يتغير ذلك أيضًا بمرور الوقت.
هل القرنية المخروطية تسبب الصداع؟
نعم، من اعراض القرنية المخروطية في العين الصداع الحاد المصاحب لألم العين، إلا أنه يظل عرض شائع ولا يمكن الاعتماد عليه منفردًا لتشخيص حالة القرنية المخروطية.
هل قرأت؟ أهم طرق علاج اصفرار العين عند الكبار والأطفال
ما هي مضاعفات القرنية المخروطية؟
بما أن مرض القرنية المخروطية يعد طويل المدى، إذ قد لا تكتشف الإصابة به إلا بعد سنوات من تفاقم الحالة، فإن ذلك يزيد من احتمالية حدوث المضاعفات الآتية:
-
استسقاء القرنية، حيث تتضخم القرنية بالسوائل بصورة مفاجئة، نتيجة انهيار غشاء ديسيميه أو البطانة الداخلية للقرنية.
-
تندب القرنية، أي ظهور ندوب على القرنية والتي تؤدي بالتالي إلى غباش العين.
-
حلقات فلايشر: وهي حالة تعبر عن ظهور حلقات محيطة بالقرنية، والتي قد تكون كذلك علامة على الإصابة بداء ويلسون.
-
فقدان البصر، والذي يمكن أن يكون تدريجيًا أومفاجئًا.
للمزيد اقرأ: بعضها يعد علامة خطيرة: اسباب غباش العين
كلمة من رعاية
ربما كان من دواعي القلق أنه لا يمكن ملاحظة اعراض القرنية المخروطية والتنبؤ بالحالة بشكل صحيح، إذ قد يحتاج الأمر لسنوات طوال حتى تبدأ العلامات الواضحة في الظهور.
لكن يظل دائمًا اللجوء إلى الفحص والاستشارة الطبية خير الإجراءات اللازمة عند الشعور بالريبة حيال أي أعراض غير معتادة، وبشكل خاص عند ملاحظة أي تغييرات على جودة ووضوح الرؤية.