تعبر حالة القرنية المخروطية عن خلل يحدث بقرنية العين يجعلها أكثر رقةً وضعفًا بحيث يتدبب سطحها إلى الخارج متخذًا شكلاً مخروطيًا، على غير صورته الطبيعية المسطحة.
يحدث هذا التغير بشكل القرنية تشوهًا كبيرًا بالرؤية، فتصبح ضبابية مشوهة، ويصاحب ذلك أعراضًا أخرى، مثل ألم العين، والصداع، والحساسية البالغة للضوء.
وعلى الرغم من عدم وجود أسباب جلية للإصابة بقرنية العين المخروطية، إلا أنه يعتقد أنها تنتج عن عوامل وراثية أو بعض الاضطرابات الجهازية والحالات الطبية، مثل متلازمة داون، وحساسية الأنف، والربو. إذن ما هي طرق علاج القرنية المخروطية؟ هذا ما سنتعرف عليه بالتفصيل خلال سطور هذا المقال.
يمكنك الآن سؤال رعاية مجانًا عن كل ما يشغلك من موضوعات حول الصحة، والطفل، والأمومة، والعناية بالبشرة والشعر، سيجيبك مجموعة من الأطباء والصيادلة المتخصصين، تابعنا لمعرفة الإجابة على الموقع دون ذكر اسمكاسأل الآن!
في هذا المقال
تشخيص القرنية المخروطية بالعين
يبدأ تشخيص القرنية المخروطية بالفحص الروتيني للعين، والاستفسار عن التاريخ الطبي والعائلي للمريض، والأعراض التي يعاني منها، وبعدها قد يخضع المريض لواحد أو أكثر من الاختبارات التالية:
-
فحص تضاريس القرنية وقياس انحنائها -وهي الطريقة الأكثر دقة لتشخيص القرنية المخروطية بمراحلها المبكرة- من خلال رسم خريطة لسطح القرنية باستخدام التصوير المقطعي، للكشف عن أي تغيير في شكل القرنية الطبيعي ومتابعة تطوره.
-
اختبار انكسار العين: ويستخدم هذا الاختبار لقياس خصائص العين وحدة البصر، يحدث ذلك عن طريق النظر خلال جهاز خاص مزود بعجلات بها عدسات مختلفة، حيث يعمل هذا الجهاز على تحديد مجموعة العناصر المكونة للرؤية الواضحة.
-
قياس القرنية: يقيس هذا الاختبار شكل القرنية والاستجماتيزم، وتحديد أقل مناطق القرنية سمكًا، عبر تركيز دائرة من الضوء على القرنية وقياس انعكاسها.
-
اختبار المصباح الشقي، الذي يمكن يساعد من خلال فحص القرنية في الكشف عن أي تشوهات في الطبقات الخارجية والمتوسطة للقرنية، ويستخدم هذا التشخيص شعاع من الضوء الساطع يسلط رأسًا على سطح القرنية، ومن ثم فحصها عبر مجهر منخفض الطاقة، لتقييم شكل القرنية.
مراحل القرنية المخروطية
تنقسم مراحل القرنية المخروطية من حيث حدة ودرجة تطورها إلى ثلاث مراحل كالتالي: (3)
-
المرحلة الأولى (القرنية المخروطية المبكرة)
تعد تلك المرحلة هي الأكثر شيوعًا بين مراحل تطور القرنية المخروطية عند مقارنتها ببقية المراحل، وتشمل تغير بسيط في شكل القرنية، والذي يؤثر تأثيرًا ضئيلاً على جودة الرؤية، وفيها يمكن علاج القرنية المخروطية بالشيء البسيط من التدخل الطبي المبكر، حيث يكون تشوه القرنية بسيط للغاية.
-
المرحلة الثانية (القرنية المخروطية المتوسطة)
أو كما تعرف باسم مرحلة الاستجماتيزم، وتنتج عن تطور المرحلة الأولى بدون علاج، مما يؤدي إلى ازدياد تشوه قرنية العين، فيبدأ الشخص المصاب في الشعور بالتأثير القوي للقرنية المخروطية على جودة الرؤية، والاستجماتيزم العالي، وهو ما يصعب مواجهته حتى مع ارتداء النظارات الطبية.
-
المرحلة الثالثة (القرنية المخروطية المتقدمة)
وهي المرحلة الأشد صعوبة في مراحل القرنية المخروطية، حيث تكون قرنية العين في وضع شديد الضعف والرقة، مع ما يلحق ذلك من مضاعفات كبيرة التأثير على الرؤية، وهو ما يتطلب في الغالب أنواعًا من الإجراءات الجراحية للتمكن من علاج القرنية المخروطية.
للمزيد اقرأ: هل القرنية المخروطية مرض وراثي؟ أهم الأسباب والأعراض
علاج القرنية المخروطية
يعتمد علاج القرنية المخروطية بشكل أساسي على مرحلة تطور الحالة، فما يمكن علاجه من الحالات باستخدام قطرات العين العلاجية والعدسات والنظارات الطبية، لا يكون مناسبًا مع غيرها من الحالات بالمراحل الأكثر تطورًا، كما سنرى في التالي. (2)
علاج القرنية المخروطية بالعدسات
عادةً ما يشمل علاج القرنية المخروطية بالعين في مراحلها المبكرة استخدام النظارات الطبية والعدسات اللاصقة اللينة لعلاج قصر النظر والاستجماتيزم.
إلا أنه مع تقدم حالة القرنية المخروطية وتفاقمها وبروز مخروط القرنية أكثر، فقد لا تصبح النظارات أو العدسات اللينة قادرة على توفير الرؤية الواضحة، مما يجعل المريض عندها بحاجة إلى ارتداء العدسات اللاصقة الصلبة المتخصصة، ومنها عدد من الأنواع، كما يلي:
-
العدسات اللاصقة الصلبة المنفذة للغاز، وقد أحدث هذا النوع من العدسات الصلبة ثورة في علاج القرنية المخروطية، إذ أنها لا تأخذ شكل القرنية المشوه عند وضعها على سطح القرنية، تعد هذه العدسات حلاً مثاليًا لعلاج مشاكل تدهور الإبصار في حالة القرنية المخروطية، كما أنها تسمح بمرور الأكسجين إلى داخل العين، مما يساعد على تنفس القرنية، إلا أن ارتدائها قد يكون غير مريح في بعض الأحيان، ولذلك قد يوصي الأطباء بارتدائها فوق عدسة لاصقة ناعمة، وهو ما يطلق عليه اسم العدسات الخلفية.
-
العدسات الهجينة، وتتميز هذه العدسات بأنها صلبة في المنتصف وناعمة بالحواف، حيث تحتوي على مركز مصمت وحلقة لينة حول الإطار الخارجي لزيادة مستوى الشعور بالراحة، الكثيرون ممن لا يتحملون العدسات اللاصقة الصلبة يفضلون ارتداء العدسات الهجينة.
-
العدسات الصلبة العينية، وتستخدم هذه العدسات مع القرنية المخروطية الأكثر بروزًا، حيث يصبح تركيب العدسات اللاصقة أمرًا صعبًا، يتميز هذا النوع من العدسات بكبر حجم القطر الذي يستقر على الجزء الأبيض من العين (الصلبة)، وأما الجزء الأوسط من العدسة فيقفز فوق القرنية دون لمس سطحها، مما يجعلها مريحة للغاية عند الارتداء، كما توفر رؤية أكثر وضوحًا للصور.
-
عدسات بروس، وهي نوع خاص من العدسات الاصطناعية، حيث تصمم العدسة بصورة مطابقة لتعرجات وتشوهات القرنية، مما يجعلها ثابتة وملائمة لسطح العين بشكل مثالي، وتعد أبرز طرق علاج القرنية المخروطية بدون جراحة وتستخدم عمومًا كملاذ أخير قبل التفكير في زراعة القرنية.
قد يعجبك أيضًا: ماذا تفعل بعد الليزك؟ أهم التوقعات والأعراض
ربط الكولاجين بالقرنية لعلاج القرنية المخروطية
يلائم هذا العلاج مراحل القرنية المخروطية المتوسطة، ويستخدم الأشعة فوق البنفسجية (UV) التي تعمل على منع تفاقم القرنية المخروطية، وفيه يتلقى المريض تخديرًا موضعيًا، ومن ثم توضع قطرات من الريبوفلافين (محلول فيتامين ب2) في العين، ثم يتم تعريض العين للأشعة فوق البنفسجية لمدة تصل إلى 30 دقيقة.
قد يتطلب إجراء تثبيت الكولاجين إزالة الطبقة الخارجية الرقيقة من القرنية للسماح للريبوفلافين باختراق أنسجة القرنية بسهولة أكبر. الغرض من هذا الإجراء هو تقوية الروابط بين ألياف الكولاجين في القرنية والبروتينات المحيطة، مما يساعد في الحفاظ على شكل القرنية، والحد من المزيد من حدوث تدهور الرؤية.
علاج القرنية المخروطية بالجراحة
في الغالب لا تتناسب خطوات علاج القرنية المخروطية السالف ذكرها مع الحالات المتقدمة، حيث يصبح تمخرط القرنية أكثر بروزًا، مما يصعب معه استخدام العدسات أو حتى التثبيت بالكولاجين، ولذلك تشمل مراحل علاج القرنية المخروطية الأكثر تطورًا أنواع الإجراءات الجراحية التالية:
حلقات علاج القرنية المخروطية
في حالة القرنية المخروطية الشديدة، يستخدم هذا النوع من الحلقات المعروف باسم Intacs، وهي حلقات بلاستيكية على شكل حرف C قابلة للزرع على سطح القرنية، مما يسمح بتسطيح شكل القرنية وتحسين الرؤية، أو توفير ملاءمة أفضل للعدسات اللاصقة.
يستغرق الإجراء حوالي 15 دقيقة، أثناء خضوع المريض للتخدير الموضعي باستخدام قطرات مخدرة للعين، حيث يتم إنشاء قنوات بالقرنية ثم إدراج الحلقات في هذه القنوات.
زرع القرنية لعلاج القرنية المخروطية
قد تحتاج قرنية العين في الحالات الأكثر حدة من القرنية المخروطية إلى التغيير الكلي من خلال زراعة قرنية جديدة، حيث يتم استبدال القرنية المتضررة بأنسجة قرنية سليمة من متبرع بشري.
يستغرق إجراء زرع القرنية حوالي ساعة، ويليه بعض الإجراءات، مثل تناول بعض الأدوية المتخصصة بعد جراحة زرع الأعضاء، كما يمكن استخدام النظارات أو العدسات اللاصقة لفترة من الوقت لتوفير أوضح رؤية. عادةً ما تظل الرؤية ضبابية قليلاً لمدة تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر بعد عملية زرع القرنية.
هل قرأت: هل يمكن علاج حساسية العين في المنزل؟
كلمة من رعاية
وختامًا، تعد نسبة علاج القرنية المخروطية مرتفعة إلى حد كبير، مع توافر أنواع الإجراءات العلاجية المختلفة لكل مرحلة من مراحل تطور المرض، فليس هناك داعي للقلق طالما تم التشخيص والكشف عن الحالة خاصةً في مراحلها المبكرة.
جدير بالذكر أن الالتزام ببعض الاحتياطات الوقائية، مثل تجنب لمس وفرك العينين، وتناول الأدوية في المواعيد المحددة، وارتداء النظارات أو العدسات المتخصصة، والحرص على المتابعة الدورية المنتظمة مع الطبيب، لها دور أساسي في الحفاظ على نتائج العلاج، ومنع حدوث أي من المضاعفات المحتملة، والتي قد تشمل آلام شديدة بالعين، والفقدان المفاجيء للرؤية.