نوبة قلبية صامتة، هل سبق أن تساءلت عن هذا المفهوم؟
المعروف أن إصابة المرء بالنوبة القلبية هو أمرًا له أعراض جلية، أبرزها الشعور بألم حاد في الصدر يشبه الضغط القوي، إلا أنه -وبنسبة ليست بالقليلة- في كثير من الحالات قد يصاب شخص ما بنوبة قلبية مفاجئة، دون ظهور أيًا من الأعراض المعتادة، أو مع أعراض خفيفة قد لا تستدعي القلق وعمل الفحوصات اللازمة.
في هذا المقال سنتعرف سويًا على مفهوم وأعراض النوبة القلبية الصامتة، بالإضافة إلى عوامل الخطر وسبل العلاج الممكنة، كما سنناقش أهم الممارسات الحياتية والصحية التي تساهم في تجنب خطر الإصابة بالنوبة القلبية الصامتة.
يمكنك الآن سؤال رعاية مجانًا عن كل ما يشغلك من موضوعات حول الصحة، والطفل، والأمومة، والعناية بالبشرة والشعر، سيجيبك مجموعة من الأطباء والصيادلة المتخصصين، تابعنا لمعرفة الإجابة على الموقع دون ذكر اسمكاسأل الآن!
في هذا المقال
ما هي النوبة القلبية الصامتة؟
طالما يتساءل الكثير من الأشخاص ما هي النوبه القلبيه الصامته؟ وهل يمكن أن يصاب شخص بنوبة قلبية وهو لا يعلم بذلك؟ تعبر النوبة القلبية الصامتة عن انخفاض تدفق الدم إلى القلب، أو ما يسمى بنقص التروية، وهو في الغالب ما ينتج عن انسداد الشرايين، وفي حالة النوبة القلبية الصامتة فإن الأعراض تكون شبه غير ملاحظة أو مقلقة، ونظرًا لعدم وجود الآلام المعتادة للنوبة القلبية، فربما لا يعرف الشخص أنه مصاب بنوبة قلبية حتى يتلقى التشخيص المناسب بعد أسابيع أو أشهر. (1)
ما هي أسباب حدوث النوبة القلبية الصامتة؟
تحدث النوبة القلبية الصامتة -وتعرف أيضًا باسم احتشاء عضلة القلب- نتيجة قصور في عملية وصول الدم المحمل بالأكسجين إلى القلب أو جزء منه، حيث تترسب الدهون والكوليسترول في شرايين القلب التاجية، مسببة انسدادًا يعرف باسم تراكم اللويحات أو تصلب الشرايين.
في حالات أقل شيوعًا، يمكن أن يسبب التشنج الشديد أو ضيق الشريان التاجي حدوث نوبة قلبية صامتة، إذ يحول هذا التشنج دون وصول الدم إلى القلب، يمكن أن تلعب العوامل التالية أيضًا دورًا فعالاً:
-
التدخين.
-
التعرض للبرد الشديد.
-
الشعور بالضغط أو الألم الحاد.
-
تناول بعض الأدوية.
يؤدي نقص تدفق للقلب إلى إلحاق الضرر بجزء من عضلة القلب أو إتلافها كاملة، وفي حال تمزق اللويحات في بعض الأحيان يمكن أن تتكون جلطة تمنع تدفق الدم وتعيق حركته، ولهذا فإنه من الضروري جدًا التعامل مع مسببات النوبة القلبية الصامتة وعلاجها، قبل أن تسبب الوفاة.
ونتيجة لما سبق، بات هامًا للغاية فهم أعراض النوبة القلبية الصامتة وملاحظتها بدقة، حتى إذا تشابهت مع غيرها من أعراض الحالات الصحية البسيطة، كما سنرى في التالي.
للمزيد اقرأ: هل الحزن يؤدي إلى الذبحة الصدرية؟
ما هي أعراض النوبة القلبية الصامتة؟
قد لا يلاحظ معظم الأشخاص المصابين اعراض نوبة قلبية صامتة واضحة مثل العادة، والتي تتمثل غالبًا في صورة ألم شديد بالصدر، والتعرق البارد، وضيق التنفس، وقد يعاني البعض الآخر أعراضًا خفيفة ليس لها علاقة بأعراض النوبة القلبية كما يلي: (3)
-
أعراض نزلات البرد والانفلونزا.
-
الشعور بالتعب والإرهاق المستمر.
-
الحموضة وعسر الهضم.
-
ألم بعضلات الصدر أو الظهر.
-
آلام الكتف، والرقبة، والذراعين.
-
الدوار والغثيان.
-
تقلصات البطن.
-
التعرق.
-
ضيق في التنفس دون مجهود.
-
الأرق ومشاكل النوم.
في الغالب تبدأ أعراض النوبة القلبية الصامتة ببطء ثم تتفاقم تدريجيًا، وقد تأتي وتذهب، وتستمر لبضع دقائق أو لفترة أطول.
اقرأ للمزيد: خطر النوبة القلبية أثناء النوم وطرق الوقاية
من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بنوبة قلبية صامتة؟
بشكل عام تشيع الإصابة بالنوبات القلبية الصامتة عند الإناث أكثر من الذكور، وهناك بعض العوامل التي تضع الشخص في خطر أكبر للإصابة بنوبة قلبية صامتة كالتالي:
-
الإصابة بأمراض مزمنة، مثل السكري ارتفاع ضغط الدم.
-
الإصابة بفيروس كورونا (COVID-19).
-
وجود تاريخ عائلي لأمراض القلب التاجية.
-
التدخين.
-
السمنة.
-
الشعور بالضغط والتوتر الدائم.
-
عدم ممارسة الرياضة بانتظام.
-
تناول الكثير من الأطعمة المحتوية على الملح، والكوليسترول، والدهون غير الصحية.
-
تسمم الحمل.
-
عند الذكور أكبر من 45 عامًا والإناث أكبر من 55 عامًا.
-
الإناث في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث.
كيف يكون تشخيص النوبة القلبية الصامتة؟
عند الشك في ظهور اعراض النوبه القلبيه الصامته يخضع المريض بشكل مبدأي للفحص السريري، حيث يكشف الطبيب عن النبض السريع أو الغير منتظم، أو أي أصوات غير عادية بالرئتين، وبعدها يقوم المريض بعمل الاختبارات والإجراءات التالية، للمساعدة في تشخيص النوبة القلبية الصامتة:
-
الاختبارات البدنية.
-
تحاليل الدم.
-
مخطط صدى القلب.
-
تخطيط القلب الكهربي.
-
التصوير المقطعي الأوعية التاجية.
-
التصوير بالرنين المغناطيسي.
-
إجراء اختبار الإجهاد.
ما هو علاج النوبة القلبية الصامتة؟
بمجرد الاشتباه بأعراض النوبة القلبية الصامتة ينبغي الخضوع للرعاية الطبية الفورية، والتي عادةً تتضمن بعضًا من الإجراءات التالية:
-
تناول الأسبرين لمنع التجلط.
-
إعطاء الأكسجين.
-
حاصرات بيتا.
-
متابعة وفحص القلب.
-
تناول مسكنات الألم.
-
إعطاء مضادات التخثر وأدوية لتحسين تدفق الدم.
قد يخضع المريض لإجراء جراحي بعد ذلك عبارة عن رأب الأوعية التاجية، حيث تفتح الأوعية الدموية الضيقة أو المنسدة، لوضع دعامة بداخلها تحافظ على إبقائها مفتوحة، وسهولة تدفق الدم خلالها.
يستمر المريض في تناول أدويته تحت إشراف الطبيب بعد عودته إلى المنزل، والتي تصبح غالبًا جزءًا أساسيًا من الروتين الصحي اليومي مدى الحياة.
قد يعجبك أيضًا: 4 علامات توضح الفرق بين الذبحة الصدرية والنوبة القلبية
كيف يمكن التقليل من خطر الإصابة بالنوبة القلبية الصامتة؟
هناك بعض الممارسات الصحية والحياتية التي تحمي المرء إلى حد كبير من خطر الإصابة بالنوبة القلبية الصامتة وتشمل ما يلي:
-
مراقبة ضغط الدم والكوليسترول بانتظام.
-
ممارسة الرياضة بانتظام
-
البقاء في وزن صحي.
-
تجنب التدخين والتدخين السلبي.
-
استشارة الطبيب بشأن أي أعراض غير عادية.
-
الاهتمام بمتابعة تطور الحالات الصحية المزمنة، مثل السكري، وضغط الدم المرتفع، والفشل الكلوي المزمن، والسمنة، وأمراض القلب التاجية.
-
التعامل الجيد مع التوتر والضغوطات.
-
تناول نظام غذائي متوازن غني بالفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، واللحوم الخالية من الدهون.
للمزيد اقرأ: كيف يؤثر نمط الحياة على الذبحة الصدرية غير المستقرة؟
كلمة من رعاية
لسوء الحظ، لا يدرك الكثيرون من الأشخاص المصابين بنوبة قلبية صامتة بهذا الأمر، لغياب الأعراض الواضحة، ولذلك يجب دائمًا سرعة التوجه إلى الرعاية الطبية الممكنة بمجرد الشعور واستمرار الأعراض السالف ذكرها، للتمكن من علاج السكتة القلبية الصامتة بشكل سريع.
كما ينصح بالمواظبة على المتابعة الصحية الدورية على مدار السنة، للتأكد من استقرار الحالة الصحية العامة، وبشكل خاص الاطمئنان على ضغط الدم ودلالات صحة القلب الأخرى.