يشيع بين النساء أن الولادة القيصرية أسهل من الولادة الطبيعية، وهذا مفهوم خاطيء تمامًا، فهي عملية جراحية يشق فيها الطبيب طبقات البطن في العملية القيصرية جميعها حتى يصل إلى الرحم، فيشقه أيضًا لإخراج المولود.
تحتاج كل تلك القطوع في البطن وقتًا طويلًا حتى تلتئم وتتعافى وتعود إلى طبيعتها، وتبدأ العضلات المرتخية نتيجة نمو الطفل والدخول في المخاض والولادة في العودة إلى قوتها وتماسكها الأول وتستعيد مرونتها ببطء.
كل تلك الخطوات تحتاج إلى وقت، وتغذية سليمة، وممارسة الرياضة، وعدد آخر من الخطوات، مما يجعل الحمل بعد الولادة القيصرية مباشرة خطوة غير محسوبة العواقب على الأم والجنين الجديد.
يوضح لنا مقال اليوم الموعد المناسب للحمل بعد الولادة القيصرية، وهل هو بعد عام أو اثنين من الولادة أو بعد عدة أشهر، حتى يتثنى للسيدة أن تستعيد عافيتها وقوة عضلاتها، ونعرف إجابة السؤال المتكرر: ما هو عدد الولادات القيصرية المسموح بها؟ وهل يمكن الحمل بعد الولادة القيصرية بتسع شهور فقط؟ تابع القراءة للنهاية.
يمكنك الآن سؤال رعاية مجانًا عن كل ما يشغلك من موضوعات حول الصحة، والطفل، والأمومة، والعناية بالبشرة والشعر، سيجيبك مجموعة من الأطباء والصيادلة المتخصصين، تابعنا لمعرفة الإجابة على الموقع دون ذكر اسمكاسأل الآن!
في هذا المقال
تأثير الولادة القيصرية على الحمل التالي
يتخذ الطبيب قرار الولادة القيصرية للسيدة استنادًا على عدد من العوامل التي يراها خلال فحص المرأة ومتابعتها أثناء شهور الحمل، أو نتيجة موقف طاريء وقت الولادة نفسها وذلك لضمان ولادة طفل سليم وللحفاظ على صحة الأم التي تتعرض لشق طبقات العملية القيصرية المتعددة.
وقد تتخذ الأم بنفسها قرار الولادة القيصرية نتيجة خوفها من الولادة الطبيعية، وهنا يجب أن تكون واعية بتأثير الولادة القيصرية على الحمل المستقلبي كما يتضح من النقاط التالية:
-
تترك الولادة القيصرية ندبة على الرحم عرضية أو طولية، وهي نقطة ضعف في جدار الرحم وبالتالي تحتاج إلى وقت أطول للتعافي مقارنة بالولادة الطبيعية.
-
لابد من تقييم تعافي ندبة الرحم بالموجات فوق الصوتية قبل التخطيط للحمل التالي، حيث يتأثر ذلك الموضع كثيرًا بالتمدد الحادث في الرحم نتيجة نمو الطفل.
لا يقتصر الحكم على تعافي ندبة الرحم باختفاء الندبة الخارجية على الجلد أو بعدم ارتفاع بطن المرأة، لكنها عملية مركبة تحتاج إلى رعاية طبية ومتابعة مستمرة مع الطبيب، وقد يستمر ألم البطن بعد الولادة القيصرية بشهرين عند بعض الحالات. (1)
ما هو الوقت المناسب للحمل بعد الولادة القيصرية؟
يعتبر اتخاذ قرار الحمل بعد القيصرية بسنة قرار مبكر قليلًا، حيث يوصى عمومًا بالانتظار لمدة 18 إلى 24 شهرًا (أي ما يعادل عام ونص أو عامين كاملين) على الأقل قبل محاولة الحمل مرة أخرى، تتيح فترة الانتظار هذه الميزات التالية للجسم: (3)
-
التعافي الكامل من الجراحة.
-
تقليل خطر حدوث مضاعفات في حالات الحمل المستقبلية
-
منح الرحم الوقت الكافي للشفاء.
-
التقليل من فرص تمزق الرحم..
-
حماية الجنين من مخاطر انخفاض الوزن أو الولادة المبكرة.
ومع ذلك، فإن حالة كل امرأة فريدة من نوعها، لذلك من الضروري استشارة الطبيب الذي يمكنه تقييم حالة السيدة الفردية مثل الصحة العامة، وحالات الحمل السابقة، وأي مضاعفات محددة حدثت أثناء العملية القيصرية، مما يساعد في معرفة الوقت الأمثل للحمل بعد الولادة القيصرية مرة أخرى.
هل قرأت؟ دليلك العلمي عن أفضل سن للحمل
هل هناك خطر من الحمل بعد الولادة القيصرية؟
من أهم مضاعفات الحمل بعد الولادة القيصرية مباشرة أنه قد تقل فرص الحمل عند بعض السيدات، حيث قد تتكون التصاقات أو أنسجة ندبية أثناء عملية الشفاء، مما قد يؤدي إلى مضاعفات أخرى مثل المشيمة المنزاحة والحالات التالية:
هل المشيمة الملتصقة تسبب الوفاة؟
وهي واحدة من أخطر مضاعفات الحمل وتحدث عندما تندمج المشيمة بشكل كامل مع جدار الرحم، مما يرفع من خطر النزيف وقد يؤدي إلى الوفاة، ترتفع فرص التصاق المشيمة مع ندبات الرحم غير مكتملة الالتئام بعد الولادة القيصرية.
اقرأ للمزيد: 9 من أهم أعراض تسمم الحمل بعد الولادة القيصرية والطبيعية
تمزق الرحم من مخاطر الحمل بعد الولادة القيصرية
يحدث أثناء الحمل أو المخاض وهي يعني تمزق جدار الرحم في موضع الندبة التي تركتها الولادة القيصرية السابقة، وقد يكون التمزق كاملًا فيمر عبر جميع طبقات الرحم مما يضر بالأم والجنين.
ينخفض معدل حدوث تمزق الرحم كلما زادت المدة الفاصلة بين الولادة القيصرية والحمل التالي، فنجد أن معدل التمزق يقل إلى 5% عند السيدات اللاتي انتظرن حوالي 18 شهرًا ويستمر في الانخفاض إلى 1% عند اللاتي قررن الحمل بعد الولادة القيصرية بسنتين.
مخاطر الحمل بعد الولادة القيصرية والولادة المبكرة
تحدث عندما يولد الطفل قبل أن يتم 37 أسبوعًا من الحمل، وهي من الحالات التي تشكل خطورة على الطفل طوال حياته، وتزداد فرص الولادة المبكرة في حال نقصت الفترات البينية بين مرات الحمل عن 18 عشرًا.
للمزيد اقرأ: هل الولادة المبكرة تتكرر؟ وكيف يمكن تجنبها؟
ولادة طفل منخفض الوزن
ليس شرطًا أن يولد الطفل مبكرًا ليكون ناقص الوزن، فقد تكتمل أسابيع الحمل ويظل وزن الطفل شديد الانخفاض، ونجد أن فرص نزول الطفل ناقص الوزن يزداد مع حدوث الحمل على فترات متقاربة تقل عن 18 شهرًا ويعود ذلك إلى الأسباب الآتية:
-
ضعف جسم الأم وإجهاده خاصة الرحم الذي لم يتعافى بصورة جيدة بعد الولادة القيصرية.
-
فقر الأم إلى المغذيات الأساسية اللازمة لنمو الجنين.
اقرأ للمزيد: هل من الطبيعي فقدان الوزن أثناء الحمل؟
الحمل بعد الولادة القيصرية بتسع شهور
في بعض الحالات يكون عمر السيدة متقدمًا في أواخر الثلاثينات، وتشعر بالقلق من انخفاض خصوبتها إذا اتخذت قرار الحمل بعد الولادة القيصرية بسنة أو 18 شهرًا.
بالفعل تقل خصوبة السيدة مع التقدم في العمر، وفي هذه الحالة يجب على المرأة المتابعة من الطبيب لمباشرة حالتها بدقة حال قررت الحمل بعد الولادة القيصرية بخمسة أشهر أو أقل، حتى يستطيع تقييم الوضع جيدًا ومشاركتها في اتخاذ القرار.
لكن، من الأفضل حتى في تلك الحالة عدم التسرع كثيرًا والتخطيط للحمل بعد الولادة القيصرية بسنة أو 9 أشهر على أقل تقدير.
هل الحمل بعد الولادة القيصرية باربع شهور خطر؟
نعم، يمثل الحمل بعد الولادة القيصرية باربع شهور خطر على الأم، فقد يتعرض الرحم إلى التمزق كونه لم ينل القسط الكافي من الراحة، وكذلك جسم الأم لم يسترد كامل صحته ومازال يحتاج إلى العديد من المواد الغذائية، كما لم يلتئم جرح الولادة تمامًا مرة أخرى.
يعرض تمدد البطن نتيجة لنمو الجنين في حالة الحمل بعد الولادة القيصرية بشهرين أو ثلاثة أو فترة أقل من العام ونصف الأم لمضاعفات الحمل المختلفة، وقد يتسبب في ارتفاع فرص الإجهاض وغيرها من المشكلات.
لهذا ينبغي على السيدة تجنب الحمل بعد الولادة القيصرية بثلاث شهور أو أربعة واستعمال أحد وسائل منع الحمل لشهور طويلة لا تقل عن 18 شهرًا أو تزيد.
ما هو عدد الولادات القيصرية المسموح بها؟
لا يوجد عدد محدد من العمليات القيصرية مسموح بها لكل النساء، ففي بعض الحالات، قد تخضع المرأة لعمليات قيصرية متعددة دون مضاعفات، بينما في حالات أخرى، قد تزيد المخاطر مع كل ولادة قيصرية.
عادة ما يعتمد القرار المتعلق بعدد العمليات القيصرية المسموح بها على الظروف الفردية، مثل صحة المرأة، وحالة رحمها، وعمرها، وأي مضاعفات سابقة خاصة وقت الولادة أو بعدها. يقوم الطبيب بتقييم كل حالة بعناية والنظر في المخاطر والفوائد المحتملة.
لكن بشكل عام، ينصح بعدم تجاوز 3 ولادات قيصرية، حيث أن مخاطر المضاعفات تتزايد مع كل ولادة، نظرًا لضعف الرحم مرة بعد مرة، وفتح الجرح موضع الندبة يزيد من ضعف تلك المنطقة.
قد يعجبك أيضًا: دليلك الشامل عن الحمل الضعيف وأسبابه
كلمة من رعاية
يعتبر المفهوم الشائع بين النساء بأن الولادة القيصرية أسهل من الولادة الطبيعية هو مفهوم خاطيء، حيث تعد الولادة القيصرية عملية جراحية تستغرق وقتًا طويلًا للشفاء والتعافي، لذا ينصح عمومًا بانتظار فترة تتراوح بين 18 إلى 24 شهرًا قبل المحاولة للحمل مرة أخرى ويعتبر هذا هو الوقت المناسب للحمل بعد الولادة القيصرية.
يذكر أن هناك مضاعفات محتملة عند المخاطرة بالحمل بعد الولادة القيصرية بمدة قصيرة، مثل التصاق المشيمة، وتمزق الرحم، والولادة المبكرة، وولادة طفل منخفض الوزن. ينبغي استشارة الطبيب قبل اتخاذ قرار الحمل بعد الولادة القيصرية بسنة أو اقل، حال كانت السيدة متقدمة في الحمل وتخشى من انخفاض الخصوبة.