تعد الصحة النفسية الإيجابية أهم مقومات الحياة الصحية المستقرة على المستوى الشخصي والمجتمعي على حد سواء، المرونة، وإدارة المواقف، ومواجهة التحديات والصعوبات، والشعور بالثقة، والقدرة على التعافي من النكسات بسهولة، كل هذه المهارات تنبع عن حالة نفسية جيدة أكثر صحةً واستقرارًا، قادرة على مواجهة الحياة وتخطي الأزمات.
تؤثر الصحة النفسية المستقرة ليس على المستوى الشخصي فحسب، بل ترتبط إلى حد كبير بعلاقات الفرد مع الآخرين، وتأثيره في المجتمع ككل، ولهذا كان إعطاء الأولوية لتحسين وتعزيز دور الصحة النفسية أمر بالغ الأهمية. إذن ما أهمية تعزيز الصحة النفسية على الفرد والمجتمع؟ هذا ما سنتعرف عليه خلال سطور هذا المقال.
يمكنك الآن سؤال رعاية مجانًا عن كل ما يشغلك من موضوعات حول الصحة، والطفل، والأمومة، والعناية بالبشرة والشعر، سيجيبك مجموعة من الأطباء والصيادلة المتخصصين، تابعنا لمعرفة الإجابة على الموقع دون ذكر اسمكاسأل الآن!
اهمية تعزيز الصحة النفسية
ترجع اهمية تعزيز الصحة النفسية للفرد والمجتمع الى العديد من العوامل والأهداف الأساسية كالآتي:
-
تعد الصحة النفسية المستقرة من مكونات الصحة العامة الجيدة.
-
يؤدي الحفاظ على اللياقة النفسية الإيجابية إلى تعزيز الصورة الذاتية وتحسين العلاقات والتفاعلات.
-
تساعد اللياقة الذهنية العالية والنفسية الجيدة على وضوح الفكر، وتعزيز السلام الداخلي، وخفض مستويات القلق والتوتر.
-
تزيد الصحة النفسية والعقلية المستقرة من رفاهية الشخص العاطفية، والنفسية، والاجتماعية.
-
ترتبط مستويات الصحة النفسية الجيدة بخفض معدلات الجريمة والانتحار.
-
تعتبر الصحة النفسية الجيدة أحد أهم عوامل زيادة الإنتاجية والاستقرار المالي للفرد والمجتمع.
اقرأ للمزيد: تعلم عن أهمية الصحة النفسية للفرد والمجتمع
علامات وأعراض مشاكل الصحة النفسية
هناك بعض العلامات التحذيرية التي يمكنها أن تكون دليلاً واضحًا على تعرض الصحة النفسية للفرد لأي من أنواع الاضطرابات، والتي يجب البحث عنها جيدًا ومحاولة اكتشافها في وقت مبكر، للمساعدة في تعزيز الصحة النفسية والوقاية من الاضطرابات النفسية المختلفة، وحماية الشخص من المعاناة من أزمة صحية نفسية كاملة وتشمل هذه العلامات ما يلي:
-
الشعور باليأس والإحباط بصفة مستمرة.
-
العزلة المفرطة والخجل من الآخرين.
-
المعاناة من تقلبات مزاجية حادة.
-
الغضب، التوتر، والارتباك، والشعور بالذنب، القلق غير المبرر.
-
انخفاض ملحوظ في مستويات الطاقة.
-
محاولة إيذاء النفس أو الآخرين.
-
تغير في عادات الأكل سواء بالإفراط أو الإنقاص.
-
الادمان على الكحول، أو التبغ، أو أي مواد أخرى خاصةً إذا كان بشكل مفاجئ.
-
عدم القدرة على أداء المهام اليومية بسهولة.
-
افتعال المشكلات وخوض المعارك مع الأهل والأصدقاء.
-
سماع أصوات دون القدرة على تحديد مصدرها.
طرق تعزيز الصحة النفسية
تساعد الخطوات التالية على تعزيز الصحة النفسية والعقلية بشكل كبير، وتعود بالنفع والتأثيرات الإيجابية على الفرد والمجتمع على حد سواء: (2)
1. تخصيص الوقت الكافي للذات
تعد أهم وأولى خطوات تعزيز الصحة النفسية للفرد هي إعطائه الوقت الشخصي المناسب لتطوير ذاته والعناية بها، كأن يجد دائمًا الفرص لممارسة ما يحب، من هوايات، وأنشطة شخصية واجتماعية، والتخطيط لأعمال ومهام جديدة، ومحاولة التخلص من الأعباء الذهنية بالماضي والمضي قدمًا، الأمر أشبه بملء خزان الوقود الفارغ أو إعادة شحن البطاريات، واتخاذ الخطوات الصحيحة لذلك.
2. الإيجابية وتحمل المسئولية
من أكثر الأمور السلبية المربكة للصحة النفسية هو الجزع، والاعتراض، وعدم التقبل، وإلقاء اللوم بصفة مستمرة على الغير والظروف الخارجية، ولهذا فإن من أفضل مهارات تعزيز الصحة النفسية والتغلب على هذه المشاعر المزعجة هو تحمل المسؤولية عن الأشياء التي يمكنك التحكم فيها، والتخلي عن الأشياء التي لا يمكنك التحكم فيها أو السيرة عليها، أو بمعنى أخر تقسيم المسئوليات إلى قطع صغيرة الحجم يمكن التعامل معها وتحقيق الإنجازات، الأمر الذي له وقع كبير جدًا على النفس، حيث يعزز ثقة الشخص بنفسه، ويخلصه من الشعور بالتعب والإرهاق.
3. الانخراط مع المجتمع والتواصل مع الآخرين
لا يمكن للمرء أن يتمتع بصحة نفسية جيدة إذا كان وحيدًا، لذا فإن الشعور بالانتماء تجاه الآخرين والحفاظ على الروابط الشخصية أو العائلية من أهم عوامل تعزيز الصحه النفسيه الايجابيه للفرد والمجتمع. التواصل مع الآخرين يبث شعورًا مفعمًا بالدعم والمساندة، ويقلل من فرص العزلة، ويمنح الفرد شخصًا واحدًا على الأقل يثق به ويستطيع اللجوء إليه بالأوقات الصعبة، ولهذا يجب دائمًا اغتنام الفرص للتواصل المستمر مع المحيطين.
4. الحفاظ على النشاط البدني المستمر
لا يقل أبدًا دور الرياضة في تعزيز الصحة النفسية عن غيره من الأدوار، إذ أنه دائمًا ما ترتبط ممارسة التمارين والأنشطة الرياضية بصحة عامة أفضل، وكذلك بصحة نفسية أفضل. تساعد ممارسة الرياضة على تقليل التوتر، وتخفيف الألم، وتحسين الحالة المزاجية، كما تحفز العادات الصحية الإيجابية كالنوم بشكل جيد وتنظيم الشهية، مما يرتبط بدوره بتحسين مستويات الصحة العقلية الإيجابية، وبالتالي ينبغي الحفاظ على ممارسة الرياضة التي تعزز الصحة النفسية والمزاجية للفرد، والتي قد يكون أفضلها المشي أو الركض لنصف ساعة يوميًا، أو ممارسة اليوغا وتمارين التأمل.
5. ممارسة التأمل
غالبًا ما تتاثر الصحة العقلية الإيجابية باعراض، مثل القلق، وتشوش الأفكار، والغضب، والتوتر، لذا يساعد تخصيص 5 إلى 10 دقائق فقط كل يوم للتنفس ببطء وعمق، والتأمل، والتركيز على تهدئة الأفكار يمكن أن يحدث تغييرًا استثنائيًا في الحالة المزاجية للشخص، ويقلل من مشاعر القلق والاكتئاب، حتى أنه قد يسكن الآلام، ما يعد من أبرز عوامل تعزيز الصحة النفسية وأكثرها فاعلية.
6. اتباع نظام غذائي صحي
تنتج نسبة هامة من الناقلات العصبية داخل الجهاز الهضمي، وأبرزها السيروتونين، وهو ناقل عصبي مرتبط بالحالة المزاجية، وتخفيف الألم، وتنظيم النوم والشهية، ما يعني أن الغذاء الذي يتناوله الفرد له تأثير مهم على صحته النفسية، وبالتالي فإن اتباع نظام غذائي صحي، من خلال تناول الخضر والفواكه الطازجة، والحبوب، والمكسرات، والبروتين الصحي، والابتعاد عن اللحوم المصنعة والوجبات السريعة من أهم وسائل تعزيز الصحة النفسية.
7. تجنب المخدرات والكحول
يزيد إدمان الكحول والعقاقير من أعراض القلق والاكتئاب بشكل كبير، ويؤثر تأثيرًا مباشرًا على الصحة النفسية المستقرة للفرد وللمجتمع، وبالتالي فإن الاتجاه المباشر نحو الخطة العلاجية المناسبة والخضوع لبرامج التأهيل والإقلاع عن الإدمان هو أحد أهم خطوات تعزيز الصحة النفسية في المجتمع.
8. الحصول على قسط مناسب من النوم والراحة
يعد النوم أفضل الطرق لاستعادة النشاط البدني والعقلي وتجديد الطاقة، وينعكس ذلك على استقرار الصحة النفسية ودعمها، قد يحول استخدام الشاشات من الهواتف والأجهزة اللوحية قبل أوقات النوم دون حدوث ذلك، لذا يجب اتخاذ خطوات واقعية لتقليل استخدام الهاتف خاصةً في الساعات التي تسبق موعد النوم، والتفكير في أشياء أخرى محفزة على النوم والاسترخاء كالقراءة أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة.
9. وضع خطة أهداف واقعية
يساعد وضع خطة من الأهداف على تحفيز الشعور بالحماس وزرع الأمل بالنفس، وهو أحد أهم عوامل تعزيز الصحة النفسية، ولكن يجب مراعاة التنويع بين الأهداف السريعة قصيرة المدى التي تساعد على الشعور بالإنجاز والتقدم وتعزيز الثقة بالنفس، والأهداف الأكبر على المدى البعيد التي تدفع نحو النجاح بالمستقبل، هذا يختلف من شخص لآخر، لكن أثره الإيجابي على الصحة النفسية لا يقدر. قد يكون ما يلي من أهم الأهداف الرائعة: (3)
-
الانخراط في العمل وإنجاز المهام الذي يشعر الشخص بأهميته في المجتمع.
-
الاستثمار في العلاقات وقضاء أوقات ممتعة مع الأشخاص المحيطين.
-
القيام بأعمال تطوعية له دور فعال في إثراء الحياة وتحفيز مشاعر السعادة.
-
التفكير في عمل صالح كأي نشاط مثمر أو لفتة طيبة كل يوم.
-
البحث عن طرق لرعاية الآخرين وتقديم الاهتمام لهم.
كلمة من رعاية
إن عيش حياة صحية ونفسية مستقرة يعد أمرًا هامًا وضروريًا لاستقرار المجتمع ككل، مما يحتم ضرورة إيلاء المزيد من الاهتم تحسين الصحة النفسية والعقلية في كل لحظة، وهنا دور المجتمع في تعزيز الصحة النفسية، بدءًا من نطاق الأسرة والعائلة وحتى المنظمات والجهات المختصة، في الاهتمام بتلبية الحاجات البيولوجية الأساسية، والمساعدة على تكوين الصورة الإيجابية، والاتجاه السليم نحو الذات، والابتعاد عن مصادر القلق النفسي، والخوف، والتوتر.